وجع الهوى أصابني وعذبني مرارا حطمني وحطم حول ممالكي…..الأسوارَ أحنى هامتي ونزع عني تاجَ شموخي وهزمني فصرتُ أعزل بعد أن كنتُ محاربا جبارا شرّعتُ سفني لأهرب فناداني على الملأ نهارا فخرجتُ في غسق الدجى أبحثُ عن مفرٍّ فصرخ النبض في صدري وقال في حبك أشعارا كفاني منك ما لاقيتُ يا وجعي كفاني أواجه أعاصير تمطر الألم على روحي مدرارا اليوم حانت اللحظة التي خشيتُها منذ زمن، اليوم سينكشف سري الأسود ويٌهدم فوق رأسي المعبد، وتفوح رائحة احتراقي لتزكم أنوف كل من يقف ويشهد....

اركضي بقوة لا تُبقي ولا تذر  حين ترعد السماء ويتساقط المطر  حين تثور الغيوم وتشعرين بالخطر  فلن يسألك أحدٌ ماذا لقيتِ في هذا العمر قودي حركاتك بحذر وارسمي بيديك المنطلقتين في الهواء خط البداية ارسمي قصةً جديدةً واملكي سير الحكاية عيشي كلَّ حلم ورديّ لك وامحي آلام الرزايا  اعبري بحار الماضي ودوري كأمواج الليالي العاتية وانزعيني من آلامي إلى شطآنك فالوصول إليك يا منيتي يختم الرواية  

اغمدي سيفك البتار في عمق الحشا واثأري لدموعك يا ساكنة الضلوع خوضي حربك وقودي ضدي الجيوشَ وأخبري عينيك الأبية أن الخضوع ممنوع اشتعلي إذا شئت فإنني أريد أن ينتهي الموضوع كوني عنيفةً وأخرجي قهرك واجعلي الأنين مسموع لمرة قودي المعركة وانتصري وحلّقي فوق الربوع لن أبالي إن حلقتِ فوق جثتي وداويتِ قلبك الموجوع لا تنحني أبدا يا صغيرتي فمهما طال الليل فإن للشمس سطوع ابقي هنا……معي، أما انتهي زمن الفراق؟ كوني ترياقا لروحي فلقد أهلكها السهاد، كوني البلسم وارفقي بمن تجرع في النوى علقما......

لا تُشرّع لي أبوابَ المحاكم إن قررتُ يوما من سجنك الفرار لا تلمني أو تُعاتبني إذا ما دروبَك هجرتُ دون سابق إنذار لا تُنصِّب نفسك عليّ قاضِيا حين ينأى عنك الفؤاد مع سبق الإصرار فكما كل شيء أردته بشدة ها أنت تذهب، ها أنت تبتعد وتتركني، بكائي اليوم ليس خوفا من القادم ولكن اعذرني لأنني أبكي الماضي الذي يعيدُ نفسه في حاضري….

هل تدركين حديث قلبي حين تنظر لك عيناي بشوق هل ترهفين السمع في حضرتي وهل تشعرين بهول الصمت هل تمسكين لجام الذكريات إذا ما ضربت قلوبنا كالسوط ألا يؤلمك وجعي حين تكويني بنيران البعد ألا يضنيك أنيني حين أتلظى بحمم الوجد فيا روحي رفقا بروحٍ ذاقت حنظل الجوى والنوى ومازالت بحبك على العهد

لن ألوم نفسي أكثر ..ولن ألومك يا وجعي فهل كان لزام أن يفيض بك الشوق معي لن ألومك أنني وحدي الذي تحترق مدامعي وحدي من تئن بي الضلوع كلما تناهى صوتك لمسمعي أيا ناري التي تحرق مكامن النبض منذ زمن دون أن أعي كم حلمتُ أننا معا وبريقُ السعادة في عينيك جُلّ مطمعي

بين المتاح والمستحيل تبقى أنت كأمنيةٍ عالقة أعدو خلفها في غسق الدجى وأجوب الشوارع المظلمة أصارعُ الريح لأتحسس دربي فلا أجد سوى رائحة الفراق الخانقة فأضيع في غياهب عشقي وبعيني دمعة حارقة كم أخطأتُ حين وقعتُ في شرك الهوى وغصتُ ببحوره وتعلّقتُ بحباله الذائبة فغرقتُ فيك وغدرت بي أمواج عشقك الجارفة فأفقدتني المرسى وصرتُ على حبّك حانقة بَيد أنّ روحي تخشى النوى ولعهد الهوى حافظة تقرئك السلامَ كلَّ يومٍ وتبثٌّ شوقَها إلى الطيور المهاجرة

على العهد باقٍ لا شيء يثنيني متأجج الحشا، لا تطفئني الأيام غسق الدجى جليسي ومؤنسي أبوح له بسرّي وعبراتي تسبق الكلام الشوق يؤرقني والنوى يضنيني والروح تناديك والقلب فاض بالآلام كفاك هجرا يا عصيّ النفس يا من دكّ هواه حصوني فأضحت ركام

أعْلِن أنك ستفرّ مجددا لأخبر قلبي أن يتوقف عن رصدك أينما حللت أعلِنْها بصراحة لتخبرني أن غرامي أشقى ما تحملت أعلنْها بكل وضوح بأني الصغيرة التي منها مللت كن واضحا في أمري لأقيم لنبضي أسوارا أمامها خائبا ترتد بيْدَ أن ثورات روحي تخبرني أنك في قلبي ما زلت تسكن جميع البقاع الممتدة بين أضلعي وعقلي احتللت أعلنْها بثقة تهلكني أنك لا تهتم مهما من خذلانك تحملت أعلن أنك تركتني مرارا وتكرارا وبعيدا عني رحلت فلا تظن أنني قد أقبل القرب يوما لكنني أيضا للنسيان ما سعيت فلن أنكر أنك بداخلي أجمل الأحلام ومنية النفس مهما فعلت

تركت يدي كأنك أبدا ما منّيتني  بعشق الأساطير وما أوهمتني  ما عشمتني، ما قلبت حياتي  وبهمس الكلمات أذبتني  وبألف حلم بعيد كالنجوم وعدتني وبين الغيوم الوردية رسمتني  أقنعتني أن حرب الحب أقوى الحروب  وأن الفراق والألم أكبر الخُطُوب  وأن الحنين سيطوي بُعدَ الدروب فأين أنت يا متلفي فقد فاضت روحي بالندوب …..

جميلتي انحني واجمعي أجزائي هذه نهايتي في الحب وهذا جزائي  رممي ما تبقى مني لعلك، تجدين  من رجل كنته يوما شيئا باقي   صوني هواي لو ذهبت مع الهوا  و احفظي قلبك على عهدي و ميثاقي  فأنا الذي سُفكت دماؤه فأصبحت ترياقا  للعشاق يسقى بكل تجبر على يد الساقي  وأنا الذي طالته مراجل النيران، فلا  تظنين يا قمري أن لي بعدك في الحب شيئا باقي 

ثم ماذا بعد؟ ….إن قلبي يحترق نارُه أسوارَ روحي تخترق  جمراته أقسمت ألا تنطفئ ... ثم ماذا؟ إني على نصل الهوى أنزلق  في هوة كالدجى تسحبني بصمتٍ مطبق  و أنين صدري يحاصر أنفاسي أكاد أختنق فتركت آلامي تحاكمني وتنصب لي المشانق  لعلك تشهدين أوان مصرعي ولُبّك عليّ يشفق 

كيف بالنار أهتم وأنا بركان عشق مضرم إذا خمد بركاني لحظة فلا تظن أني من الاحتراق قد أسلم وإذا لمحت هدوئي العاصف فاعلم أن القادم هو انفجاري الأعظم فليست نظرتك لي بالحكم العادل ولا أنت بالاشتعال مني أعلم لا يغرنك صمتي فالحديث بين طياته فخ ملغم ولا أنتظر منك أن تصطبر على وجعي ولا أنتظرك لتتفهم يكفيك أنك من حملت كل الوجع …. كل الحزن ...وكل الذكريات التي لا ترحم من أنا لأزيدك فوق كل ذلك نزاعا بين قلبك العاشق وعقلك الذي من الصدمات لم يسلم من أنا لأحملك ذنب سهدي والهوى …. ذنب شغف العمر المرابط بداخلي كأثقال تتكدس من أنا بالنسبة لك سؤال بات جوابه لي مبهم فحسبي أن أتجرع مرار الغرام وحسبك أنك طير صغير لست في العشق بمخضرم وحسبنا أن زماننا أبى أن يجمعنا .... أبى أن يطفئ حرقة قلب بحجارة من الهوى يُرجم سامحني إذا ما تلاقت الأعين بصمت ففي حضرتك تعجز الشفاه أن تتكلم ما بيننا فوق الكلام ...فوق مفاهيم البشر.... فوق المشاعر.... فعدني أنك يوما لن تندم دع ما بيننا موصولا لا ينقطع فأنا عنك لن أتنازل وروحي ثائرة لا تُهزم سأنتظر أن تمنحني العفو …. عمرا بعد عمر …. فأنا من على يديك الصبر تعلم